كيف اعرف برجي

من الاعتقاد القديم إلى المؤامرة العصرية، أسر مفهوم الارض المسطحة الجدل والخيال، ملهما أجيالا من الفاتحين ليستكشفوا ما يبدو انه حافة كوكبنا. على مر العصور، تكهن البشر وجادلوا ان الارض ليست أكثر من جسم كبير، مسطح، يشبه القرص.

 

Photo by Daniel Olah on Unsplash

كان اليونانيون القدامى أول من طرح فكرة الأرض المسطحة، ولو أنهم لم يجدوا من الأدلة ما يدعم نظرياتهم. في وقت مبكر يصل إلى 600 قبل الميلاد، الفيلسوف اليوناني طاليس ذكر اعتقاده بأن العالم كان قرص، على الرغم من عدم وجود وسيلة للتأكيد. وقد عزز أرسطو وفيثاغورس هذا المفهوم، على الرغم من أنهما أيضا افتقرا إلى أي دليل حقيقي. وقد ألهمت نظرياتهم البحارة والمغامرين ان يستكشفوا ما وراء الافق بحثا عن حافة الارض المسطحة، رغم ان لا احد منهم نجح في بحثه. ويجادل البعض ان عدم وجود أي دليل قاطع قاد البعض إلى الايمان بالارض المسطحة حتى هذا اليوم.

  

يمكن القول ان احد اشهر مؤيدي نظرية الارض المسطحة كان عالم، لاهوتي وعالم في القرن ال‍ 16، صامويل بيرلي روبوثام. فقد كتب سلسلة من الكتب عن الارض المسطحة، ممسكا بنفسه "باركلاكس" وسافر في الريف الانكليزي لترويج اعماله. وجادلت جمعية الأرض المسطحة التي ينتمي إليها بأن الأرض هي قطعة أرض مسطحة بها جدران من الجليد على الحواف، وقباب جليدية على القطبين الشمالي والجنوبي، بينما النجوم والشمس والقمر يجلسان على إرتفاع بضع مئات من الأميال فوق سطح الأرض.

 

في الازمنة العصرية، ظهر عدد من الشخصيات البارزة يدعون انهم يعتقدون ان العالم مسطح فعلا، مما يقود البعض إلى الاعتقاد بوجود مجتمع تحت الارض المسطحة. ومن بين أبرز مؤيدي نظرية الأرض المسطحة، نجمة كرة السلة الأميركية كاري إيفينج، التي ادعت في مقطع فيديو على موقع إنستغرام أن العالم ليس مستديرا. بيد أن هذه الحجج تستند إلى شذوذات ومفاهيم خاطئة بدلا من الأدلة العلمية.

 

 

رغم عدم وجود أدلة، يستمر الناس في مناقشة امكانية وجود أرض مسطحة. ويلهم هذا المفهوم جيلا جديدا من المفكرين والمغامرين والعلماء لاستكشاف المجهول، وغير المرئي وغير المذكور، ولتحدي مفاهيمنا المسبقة عن العالم. بالنسبة إلى البعض، يمكن رفض امكانية الارض المسطحة، ولكن بالنسبة إلى آخرين، تخدم كتذكرة بضخامة الكون، ومصدر للإلهام للاستكشاف.

 

 يتبع

مقالة عن : التخلص من البعوض